Friday, July 23, 2010

الحلقة 5 : اليوم الذي قلب الحسابات - الجزء الأول


صحوت صباحا بعد نوم عميق بعد تعب ليلة من الدعاء والإبتهال ... كانت ليلة طويلة جدا عكس ما أخبرتني وقتها ساعة جوالي ... أتعلمون أشعر أن الوقت نسبي جدا و ليس فقط ثواني و ساعات تكرر برتابة شديدة ! ...
أذكر مرة تكلم أبي رحمه الله بهذا الموضوع قائلا : " أتعلمين يا إبنتي الحبيبة بأن الوقت نسبي؟ "


أنا : " ماذاا ؟؟ " مع نظرات إستنكار و إستغراب شديدة ...

هو : " نعم ... فمثلا من يكون جالس مع أطفاله في ليلة من ليالي الشتاء الطويلة ... و يمرح معهم و يمزح ... تلاحظين وقتها  أن ساعات الليل مهما طالت فهو لن يشعر بأنها أطول من ساعة ... و من يكون في نفس الليلة ونفس الوقت في الشارع ... و يصارع البرد و الثلج منتظرا سيارة الأجرة لتقله ... فعنده ال5 دقائق  تساوي ساعة ... أليس كذلك ؟ "

أجاب أخي الصغير وقتها مقاطعا – كالعادة – بحماس : " نعم صحيح فعندما ألعب على الكمبيوتر ( الحاسب ) لا أشعر بطول الوقت و قد تذهب علي الصلاة .. "

نظرت له نظرة ففهم و عدل كلامه بعد أن إنتبه مكملا " ولكن طبعا بأغلب الأوقات أصلي في وقتها والحمد لله " مع إبتسامة و خوف من محاضرة اتية لا محالة ...

 قال أبي : " يجب أن تراعي مواقيت الصلاة فلا يوفق أي إنسان للصلاة في وقتها ... بل لا يوفق إلا كل ذو حظ عظيم ...  ألا تعلم بهذه الحادثة التي حدثت مع النبي محمد  .. "

أنا و أخواي: " صلى الله عليه واله وسلم "



أكمل أبي : " دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: ياملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال: أبشر يامحمد فإنى بكل مؤمن رفيق، واعلم يامحمد أني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول: ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا  تؤجروا وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا، واعلموا أن لنا فيكم عودة ثم عودة فالحذر الحذر إنه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا اتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولانا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى يأمرني ربي بها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ونحى عنه ملك الموت إبليس. " – الكافي الجزء الثالث ، ص 136 ، الحديث 4342 -  



قلت له وقتها : " اممم كلامك أول مرة يعرض علي ... و ما دخل إبليس عليه لعائن السماوات والأرض عند موتنا ؟ "

قال : " سأخبرك إن شاء الله و لكن ليس الان "

قال أخي الأوسط : " لماذا ؟  أنا أريد أن أسمع أيضا "

قال أبي : " لأن وقت الصلاة قد حان ! "

فضحكنا لعدم إنتباهنا للموضوع الأساسي و توضئنا وقتها و قمنا للصلاة ...

منذ ذاك الوقت و قد اقتنعت بأن الوقت نسبي ...

ياااه ... ما أجمل الذكريات ... رغم مرورة بعضها و صعوبته علينا إلا أنها تبقى خزينة في الذاكرة تأتي لنا متى ما احتجنا إليها ... و ترسم على خدنا إبتسامة بأكثر الأوقات صعوبة ...

 كنت كسلة ... لم تحن بعد الساعة السابعة والنصف ... أريد أن أشغل نفسي بشيء كي أكسر الملل ... ولكن ماذا أفعل يا ترى ؟؟ ... و بينما أتقلب في فراشي مفكرة ... عثرت عليهااا ! ... سأرى من إتصل بي و أرسل رسالة على الجوال فلهم حق في أن أرد عليهم ... و بدأت عملية "" رد الواجب !!! ""

مضت نصف ساعة و انا لم أرد إلا على 6 مسجات ... وكلها كلمات مصفوفة و مصقولة من كتبها إما أرسلها جاهزة أو أوصى عليها شخص لا يفقه شيئا في علم المشاعر ... مع نفس كلمات الدلالة ( نعزي ، كانوا أفضل ناس ، نود زيارتك و لكننا لم نستطع ، طمنينا عليك ! ) ... أستغفر الله ربي و أتوب إليه ... ما هذه الطريقة التي بت أفكر بيها ... يجب ألا أظن شرا بأحد ... ألا يكفيني بأنهم تكلفوا عناء الكتابة و تكوين الكلمات ... وما أصعب التعزية ... و حضرتي لم أرد عليهم بالوقت المناسب و أيضا أتذمر من كلامهم !! ... يجب أن اخذ دروس في السيطرة على الأفكار و نبذ السلبية !

وصلت للمسج السابع ... صحيح ... ألا يقال إن الرقم سبعة رقم حظ ؟ !!! ... فلأتفائل ... كان المسج من رائدة بنت أم فاضل الصغرى وقد تم ذكرها في الحلقة الثانية – و مكتوب به :

" عزيزتي امنة ، بالنا جدا مشغول عليكي ، إن شاء الله أنت بخير ، هناك موضوع مهم جدا أود أن أكلمك به ، أعرف ليس وقتا مناسبا لطرحه ، ولكنني لا أجد وقتا أخر ، أرجوك ردي على مسجي و صدقا قد شغلت بالي و بدأت الأفكار تلعب برأسي ، خذي بالك من نفسك أختي العزيزة و في حفظ و رعاية الرحمن عز وجل " .

موضوع مهم جدا !! ... و الوقت غير مناسب !؟ ... اممم ما عساه يكون ؟ ... إن شاء الله خير ... لن أرد عليها ... بل سأتصل الساعة الواحدة ظهرا بإذن الله عز وجل فربما تكون نائمة ... وبطبعي لا أحب إنتظار المسجات ... بدأ باب غرفتي يدق ... مرحبا بمحمد :) ... 

في الساعة العاشرة سمعنا صوتا مدوي جعل جميع ذرات أجسادنا ترتجف ... و كنت و رحمة ننظر لبعض لأول مرة من غير إبتسام ... ألن ينتهي الإحتلال أبدااا ؟؟ ... الله  يلعن كل ظالم محتل وغاصب اثم لكل جزء من أي بقعة أرض في العالم ... خالطت دموعنا دموع الطفلان الصغيران ... قرأت مرة مثل يقول ( لا داعي للخوف من صوت الرصاص فالرصاصة التي ستصيبك لن تسمع صوتها ! ) ... معه حق ... و لكن هل نستطيع ألا نخاف من صوت الإنفجارات و نحن لا نعلم من مات أصلا ؟ ... فربما هو أخ أو أب أو قريب أو أي كان ... هو بشر ! ... و ليتنا سمعنا كلام المثل ... ولكنه مجرد فلسفة ... منطقية جدا أعترف ... و لكن ... لا تنطبق على الواقع ! ... خالطت دموعنا دموع الطفلان .. و بتنا منتظرتين على أحر من الجمر أي خبر من أي أحد عن الذي حدث ... خصوصا أن شركة الجوال بعثت مسج لنا بأنها تعتذر من إرسال و إستقبال أي شيء لمدة ساعتان ... وكأنها متفقة مع من فجر ما فجر ... و إنا لله و إنا إليه  راجعون !


8 comments:

ام التجارب said...

متااااااابعه اتوقع الصوت اللى سمعته رحمه وامنه عم امنه جاء لياخذها لان انتهت المهله لجمع اغراضها

زينب علي حبيب said...

لا مكانت دقة باب ... كانت قنبلة ... الله يكفينا شر القنابل :)

والله يستر على زوج رحمة :)

Unknown said...

كلي شوقا وانتظارا للتالي!

زينب علي حبيب said...

:)

إن شاء الله قريبا جدا

أهلا بك و أشكرك على المتابعة <3

sara said...

حلوة مال الوقت نسبي عجبتني وعاشت ايدج حلو هل جزء بس سوي تطور سريع شوية تقريبا ماكو تطور بالاحداث

زينب علي حبيب said...

:)

اوك دا احاول ... :)

وداد said...

الله يحمي كل بلاد المسلمين

وان شاء الله خير ما يكون حد حصله شر

زينب علي حبيب said...

ياااااااااا رب امييييين

الله يسمعك منك ياا رب

Post a Comment

كلمات بسيطة قد تسعدني ... لا تبخل علي بها :)

 

Copyright (c) 2010 حلاوة الايمان عند مسير الانسان >>> روايتي :). Design by WpThemesExpert
Blogger Template by New Blogger Templates.