Thursday, June 17, 2010

الحلقة 2 : تهدئة ولكن !!!






أثناء غفوتي ... رأيت أخي الأصغر يدنو مني ... و هو مرتدي ملابس خضراء راائعة ... وكان أصغر من عمره الحقيقي ... أتاني فرحا جدا ... سألته : عهدتك متشائما ما لفرحك هذا؟؟
قال لي : لقد تحقق حلمي أخيييرا و استشهدت قبل ان أبلغ سن الرشد !! ...
وقتها استرجعت الموضوع و تذكرت ما حدث ، قلت له و قد بدأت الدموع تذرف: لقد تركتموني وحيدة بلا معين ...
قال كنت أنت دوما تخبريني عندما أحزن أو أتعرض للحزن بأن الله سبحانه وتعالى هو المعين دوما ، ما بالك؟؟؟
قلت : استغفر الله عز وجل ، المهم كيف هم الأخرون ؟
قال لا أدري فأنا قد استقبلتني الملائكة أحسن استقبال فطلبت منهم أن أراك و استجيب لطلبي والحمد لله ... لما لا تهدئي من روعك قليلا و تقرأي لهم قران أو تصلي لهم ... مثلما كنا تفعلين لأجدادنا ؟؟ وخاصة انها ليلة الوحشة ... مع أنني لا أرى فيها أي وحشة ، فهنا الملائكة الكرام حولي ... وكل ما أشتهي يأتيني :)
قلت : يااااه ، لا حول ولا قوة الا بالله ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، لقد نسيت هذا الأمر وطبعا أنت يختلف حسابك عنهم ... لا مقارنة بينكم ! ... يجب أن أسرع ...يجب أن اســ ...

و ما أراني الا استيقظت و بجانبي أم فاضل تقول لي : يجب أن تسرعي بماذا يا حبيبتي؟
قلت : عذرا خالة كنت اتكلم وانا بالحلم ... لمحت على وجهها استغراب فحاولت تحليل الموقف ... اممممم .. نعم ربما بسبب انني كنت نشيطة ومتماسكة أكثر من اللازم !!!

بدأت بالصلاة لهم وأحييت الليلة ، ليس الأمر كبيرا كما تظنون ، فقد اعتدت السهر حتى صلاة الفجر !

و كان كل ما نمت نصف ساعة !! ... أتى الأقرباء والمعارف ... و كل منهم يقول امنة تحت مسؤوليتي !! ... ولكن هذه مشكلة !! ... فأنا لا أريد أن أكون مع أي أحد منهم !! ... فأنا تقريبا لا أعرفهم !! ... ومن أعرف منهم جل تفكيرهم هو تزويجي بأحد أبناءهم !! ... و الأدهى أنني لا أكاد أطيق الذين قد يزوجوني اياهم ... لا ابن خالي ولا ابن عمي !!! ... لعدم موافقة أفكارهم أفكاري ... و أعني عدم الموافقة ... عدم الموافقة القطعيــــــــــــــــــــة !!! ... ياااا رب رحمتك ...

بدؤوا بتعزيتي و بدأت النساء تستعد للنواح ... لا أعرف لما ... ربما هو عيب في ... أو عقدة تكونت لدي ... و لكني كنت أشعر أن 90% من الحضور لم يكونوا يريدون النوح والبكاء الا لأنهم تعودوا على هذا الشيء في هكذا مناسبات ... كم هم أغبياء !! ... ايظنون أن بنوحهم هذا المفتعل و أفعالهم المزعجة سيواسونني !! ... أم سيفيدون عائلتي ... و الأدهى أنهم ينظرون الي ببرود و احدى المعزيات الفاضلات تسر الى أخرى : " انها بنت أوربا ... من الطبيعي أن يكون قلبها قاسي !! " ...
رفعت صوتي قائلة : رجاءا بلا بكاء او  نواح أو لطم – ان كنت قاسية فلأكن ولكن لن أسمح لأحد أن يؤذي عائلتي وهي في اشد الحاجة الى الرحمة و ليقولوا ما يشاؤوا !! – فهذا يؤذي الأموات لو كنتم حقا تريدون التعزية فرجاءا ادعو لهم أو صلوا لهم ...

لم يتكلموا ... بالأحرى أنا لا أعرف هؤلاء البشر المدعوون عائلتي ... وأعرف من أخبارهم الكثير من والداي ... مما يجعلني لا أثق بهم ... و اصلا اقامتنا بالوطن لم تتعدى الشهران وكل منهم في منطقة بعيدة عن سكننا ... ولا ننسى الوضع الرائع في العراق وكيفية المواصلات !! ... والأمان !!! .... فكيف بي أن أعرفهم وأتعرف عليهم ...؟؟!

قال لي أحد أبناء أعمامي – عمره 32 سنة -لا تضايقي نفسك ابنة عمي و لا داعي للبوشية – هو باللهجة العراقية يطلق على الخمار الذي يوضع على الوجه لستره كله ! - فالجو حار وانتي بحالة مزرية !...
 أفهمتم ما أقصد ... نعم لا داعي فهو يمتلك ريشة تميزه عن الأخرين و تسمح له برؤية وجهي ... يا للعجب ... أين سأعيش الان وعند من !!! ...و هو ابن العم الذي يود أباه أن يزوجنياه ... يا لسعادتي !

أتت عمتي داليا واحتضنتني مشفقة ... همست لي بأنها ستخلصني ... هي الوحيدة من ارتحت لها ولبناتها راحة تامة ... ولكن طبعا لم أكن لأفرض نفسي عليها في بيتها ... علمني أبي على عزة النفس ! ... يرحمه الله :( ... !!

قالت لهم : امنة ستكون عندي ...
بدأوا يهمهمون ويستعدون للمعارضة ، فأكملت : هي صديقة بناتي و طبعا ان كان الأمر يريحها فلها الرأي طبعا ولا أجبرها ...
نظرت الي ففهمت المعنى ... من اصعب المواقف على الانسان ان يلجأ الى الحيلة و الخطط لانقاذ نفسه من من حوله وهو في أشد الحاجة لأن يستوعب و يصحو من صدمة مدمرة !! ... قلت مسرعة : نعم عمتي طبعا يشرفني ذلك ...

قال عمي الأوسط : نعم اذهبي هناك و ان شاء الله سنتفق و نقرر بعد عدة أيام أين ستقيمين بعد أن ترتاحي !!

لم أعلق ... هذه ربما أهدأ و أكثر  تعزية رسمية و فيها النوايا متضحة تحدثت في العراق !!

أخذت ام فاضل رقم هاتفي و كانت مصدومة ، مدهوشة أو الوحيدة التي لم ترى في تصرفاتي و كلامي شيء يدعو للعجب ... ربما ... قد عذرتني !!! ... للمرة الأولى لم أستطع فهم انسان ... بل لم أفهم أي أحد ... المهم أنني عرفت لاحقا أن الدفن قد حدث البارحة ... لهذا كان أخي الصغير قال لي ما قال !! ... و لكن لم أشعر برغبة الى الذهاب للمقبرة ... ولم أسأل عن التفصيلات ... فأهلي لم يموتوا !! ... لا يمكن أن يكونوا قد ماتوا !! ...
"امنة ... عزيزتي هيا بنا الى السيارة "
" حاضر ! "
 ودعت أم فاضل ، وسميحة ، ورائدة ( بناتها ) ... و  ركبت السيارة ...



9 comments:

كلمات من نور said...

يا الله يا فتاتي .......لله درك ....في انتظار التكملة إن شاء الله ....خالص تحياتي

زينب علي حبيب said...

شكرا جزيلا .. الله العالم كم أفرحني ردك ... وأهلا وسهلا بك هنا :)

ام التجارب said...

قلتي ودعتي سميحه ورائدهـ وام فاضل

ام فاضل عرفنها بس سميحه :) ورائده لم نعرفهم من احداث قصتكـ

هل قصدكـ صديقتكـ واختها الحامل بس كان اسمها سماء

يالا بروح اشوف الجزء الثالث يمكن القى اجاباتي هناكـ بالشخصيات التى ودعتها

ام التجارب said...

ايه نسيت اقول ملاحظه

احنا عندنا ان النياح والبكاء على الميت لا يؤذيه او مكروهـ او يعذبه كما يقال عند فئه من المسلمين لاننا نعتبر هذه احاديث ضعيفه

زينب علي حبيب said...

سميحة و رائدة بنات أم سميحة :)


والله؟

معلومة تدرين أول مرة أعرف بيها ... تسلمين عليها :)

بس تعرفين أكو 2 ماتوا هنا و امهم كانت تبكي عليهم و كثير ناس شافوهم بالحلم وصوهم إنو تبطل امهم هالشي لأنه يأذيهم ... ما ادري بعد

حفظك الرحمن

ام التجارب said...

ياذيهم يعني يكسر قلوبهم ويحزنهم
مو ياذيهم يعني ربي ينزل عليهم عذاب كما يصف الاخرون

احنا شي طبيعي لما تشوفي احد يبكي لان اخوه مريض بمرض صعب يبكي بس لو اخوه المريض شاف اخوه يبكي عليه وهو حي اليس يكسر خاطرهـ ويعذبه نفسياً انه مصدر حزن للاخرين ..
فهذا هو المقصود بيعذبه يعذبه نفسياً لان مصدر حزن الاخرين

وليس كما يصور البعض المسلمين بالعذاب الجسدي الالهي للميت ..

والا لما نحن نبكي على الامام الحسين ونبكي لمصائب اهل البيت عليهم السلام .. لايوجد نص عندنا بان بكائنا يعذبهم بلعكس نجد روايات من اهل البيت عليهم السلام تخبرنا بان قطرهـ نذرفها على مصائب اهل البيت تطفى لهب نيران جهنم


موفقه ،،

زينب علي حبيب said...

صح كلامك ...

و منطقي ...

تسلمين حبيبتي على التوضيح :)

وداد said...

حلقة جميلة

وكويس انها وجدت مخرج من ابن عمها وعمها

مشكورة حبيبتي على طريقة سردك الجميلة

زينب علي حبيب said...

نعم الحمد لله :)

الشكر لكِ أختي على التشجيع اللطيف جداً :)

Post a Comment

كلمات بسيطة قد تسعدني ... لا تبخل علي بها :)

 

Copyright (c) 2010 حلاوة الايمان عند مسير الانسان >>> روايتي :). Design by WpThemesExpert
Blogger Template by New Blogger Templates.