Thursday, June 17, 2010

الحلقة 1 : منام صادق


بسم الله الرحمن الرحيم







رأيت فيما يرى النائم ... اليوم ... حلما غريـــــب  غريــــــب! ... ومخيــــــــــف !!

رأيت بيتنا يحترق  ... اهلي كلهم كانوا فيه ! ... وانا كنت واقفة أمامه و أدعو لهم بحسن الخاتمة وأن يتغمده الله برحمته ... لم أكن خائفة ... ولا حزينة ... لم ألطم خدا ... ولم  أذرف دمعا ... بل كنت ساكنة ... أشبه بروبوت ... يردد ألفاظ من غير وعي ... ومغطى بعباءة فضفاضة ... وخمار أسود نقي ... يجعل ملامحه ملامح أنثى !! ... كنت مصدومة ... ولكن ... لست مصدومة لتلك الدرجة ... كيف ... لا أعلم !!! 

استيقظت خاائفة ... أنا لا أحلم أحلاما مفزعة ! ... ولا أشاهد فلما ان أحتوى على طلقة ... أسررت في نفسي بأني سأدفع صدقة ... لم أرد تفسير الحلم كما جرت علي العادة ... كلما تذكرت ما يحدث ارتجفت خوفا ... كيف أبتعد عن أهلي؟ ... اخواني ... وامي وأبي ؟؟؟ ... و كلما نظرت لهم دمعت عيناي ... لا لا لا ... سأدفع صدقة و سينتهي الأمر ... أتصلت صديقتي (سماء ) تلح علي بأن أذهب عندهم ... فأختها حاضرة عندها و هي متألمة جداا من جراء الحمل ... وبما أنني قد أخذت دورة في الاسعافات الأولية و تستهويني كتب الطب والملاحظات الطبية ... اتصلت بي الأخت... اتصلت بأبي لأستأذنه ... وذهبت ...

كانت لمياء فرررحة جدا ... رغم الألم ... فهذا أول مولود لها بعد سنيين من الأنتظار ... قست نبضــها ... وضغطـــها ... و عملنا لها شيئا من شاي النعناع لتهدئة أعصابــها ... فتحدثنا و ضحكنا كثييرا – كالعادة :) - ... وطبعا لم أغفل تقليد الدكاترة حين الفحص ... و علامات التجهم بادية على وجهي ... و كأنني أصنع ذرة لا أجس نبض أمرأة !!! ... امممم ... حتى لو تجهم أحد أثناء صنع الذرة – لو هناك هكذا شيء أصلا !! – لما خرجت الذرة جميلة وبنتائج مرضية ...!!!

بعد 4 ساعات و بعد ان تأكدنا أن الالام ليست سوى  الام عادية ... عدت ... ولكن لم أسرع بالطريق كعادتي ... كان هناك شيئا غريبا ... واحسست بأحساس غريب ... فبدأت بقراءة السور التي أحفظها ... حتى وصلت ...

جعلت يدي على فمي لمنع نفسي من الصراخ ... لقد نسيت دفع الصدقة ... و بدت أنظر للحريق ... وأقرأ السور ولكن بدون دموع ... فقد تجمدت دموعي من الصدمة ... لم أدري بالضبط أي صدمة ... صدمة رؤيتي لبيتي يحترق للمرة الثانية ... أم صدمة تحقق الرؤيا ... أم صدمة أن ما يحدث أمامي حقيقة ... وقد أصبحت الان ... يتيمة!!!!!

وأصبح البيت أثار بيت !! ... وقفت ساكنة بين الجميع ... لم اتحرك ولا خطوة من مكاني ... لم يعرفني احد ... لعبائتي و خماري و ملابسي التي لا تظهر منها الا يداي ... ولكني قطعا لفتت انتباه كل أحد ... أتى  الجيران والأصدقاء ... فاقتربت أحدى الجيران مني ( أم فاضل ) ... و سألـــتني عمن أكون ... و لكنني لم أتكلم ...
 قالت لي : هوني عليك يا بنية أنتي لا تعرفيهم و تقولي هكذا فكيف بنا ؟؟ ...
قلت : ان لم أكن أنا أعرفهم .. فمن يعرفهم اذا ؟؟!!

تعالت الصيحان حولي ... أصمت أذني ... و بت أسمع أسمي في كل مكان ... و أرى لطم و صياح ونواح ... أردت أن أصرخ بهم " كفاكم أنتم تؤذووون أهلي و هم ان شاء الله شهداااء " ... ولكن وبصراحة ... لم يستطق النطق لساني ... أحتضنــتــني ... وأخذتــني لبيتــها ... حتى أتت المسية ... كان الجميع حولي نواحا ... كنت في وسطهم ... غير ادمية !!! ...فلم أحب أن أزود همومهم بدمعي ... وانتظرت أن يجن الليل لالقي الدموع من دلو عيني ... و على الأقل لا يراني أحد الا ربي ... طلبت منهم ماءا ... لأصلي ... كنت مشتاقة الى ربي ... لأشكو له ما عندي ... و لأنني تعودت عند حزني ... أشكو له و أبكي ... وأتخيل ملاكا جنبي ... يمسح لي دمعي و يهدئني ... كانت هذه طريقتي السرية ... وهي التي تجعلني أتماسك دوما و أبدو قوية ... في أقسى اللحظات و أكثر لحظات الضعف ... صدم الجميع ... هل الان وقت صلاة !!! ... قلت لــأم فاضل : و هل لي أن أبقى وحدي في الغرفة و أعرف اني أثقلت عليــك كثيرا جزاك الله عني خير الجزاء لايوائي ! ...
دمعت عينها وقالتكلا يا حبيبتي نحن أهل ، لا تنطقي بهذا مرة أخرى ! ...
لم يكن لي مزاج لأجامل ... وخلوت بنفسي ... و كأن الصنبور انفجر ... بعد أن أجبر على السداد أمام شلال ماء ... غفوت و أنا على هذه الحال ... بعد أن أكملت الصلاة ... فرأيتهم ... ياااه ما أرحم الله سبحانه وتعالى ... فهو دوما عند حسن ظن عبده ... و بما أنني لم أفعل كما يفعل البقية ... ولم أشكو لغيره ... كافئني برؤيتهم ... ويا لها من مكافئة ... سأحكيها لكم ان شاء الله في الحلقة الاتية ... من :

حلاوة الايمان عند مسير الأنسان

 اسم غريب أعلم ... وربما غير مناسب الا لكتاب سردي لا رواية !.... ولكنه ... أعجبني :)  ... وهو قابل للتغيير مستقبلا ... دمتم بحفظ الرحمن ... وانتظروا الجزء الاتي ... بانتظار التعليقات والانتقادات طبعا :) 

18 comments:

Anonymous said...

حبيت احييج على هل مقدمه الرائعه و مبينه حتكون روايه كلش حلوه و اتمنى متطولين علينه بالتتمه لان اني بصراحه حيل شدتني الاحداث و كلش حابه اعرف التفاصيل اكثر
و العنوان اني بالنسبه الي ابد مشفته غريب بالعكس عنوان مميز الرواية مميزه
تحياتي الج اخت قطرة

زينب علي حبيب said...

هلا حبيبتي :)

انتي اول وحدة علقتي و اكيد الج العرض الخاص ;)

تسلمين على التشجيييع :*

اهلا بيج :)

Anonymous said...

حبيبتي تدللين انتي ميرادلج تشجيع لان موهوبه اسم الله عليج
و تعرفين ما اجامل :)

Anonymous said...

قصه مميزه

زينب علي حبيب said...

ههههه تسلمييين :*:*

زينب علي حبيب said...

شكرا أخي :)

موناليزا said...

بداية موفقة بإذن الله
وفى انتظار بقية الحلقات

ملحوظتى خاصة بمواضع الهمزات فأحياناً تنسين كتابتها تماماً وأحياناً أخرى تبدلين مواضعها فأرجو التصليح و الانتباه فيما بعد

زينب علي حبيب said...

ان شاء الله اخية :)

شكرا لك على الملحوظة ان شاء الله انتبه لها في بقية الحلقات :)

ام التجارب said...

رووعه

في بالبدايه حسبتها قصه واقعيه صارت لكـ بسم بالله عليكـ

بس مع الاحداث عرفت انها من خيال

سلمتي لقلمكـ المبدع

زينب علي حبيب said...

الله يسلمك أختي و يسلملي مرورك :)

Unknown said...

اختي ورفيقه دربي....قلمك مبدع..وخيالك اجمل...سلمت يداك ..والى الامام..

زينب علي حبيب said...

أشكرك أخية :) ... و شكرا جدا على التشجيع :)

أهلا بك دوما :)

Anonymous said...

WOOOOOOOOOOW... thats sooo AMAZINGG I LOVEE ITTT thanksssss <3 for such a beautiful story.<3 THANK U.

زينب علي حبيب said...

u r welcome sweety

thank u :)

هديل الحمام said...

أبعد الله الشر عنكِ وعَمّن تُحبين

سَرد جميل ما شاء الله

أحببت ان اتصفح مدونتك ِ من البدء ~

سلمت أناملكِ وبارك الله فيكِ

سأقرأ التكمله بإذن الله وإن كان لي نقد أو رأي أيجابي أو سلبي لن أبخل عليكِ به ^_^

أطيب المُنى

زينب علي حبيب said...

شكرا عزيزتي :)

وعن أحبابك أيضاً إن شاء الله تعالى :)


أهلا وسهلا بك ... دوماً

وباركك الله تعالى ايضا اختي :)

وأنا بانتظارك ...

دمت بحفظ الرحمن وتوفيقه :)

وداد said...

ما شاء الله عليكِ

سرد رائع جدا وكتير مميز

بارك الله فيكِ

سأقرا باقي الاجزاء

اسمحي لي بمتابعتك لأتشرفت بإبداع قلمك

زينب علي حبيب said...

أهلاً وسهلاااً بكِ ...

الحمد لله انها اعجبتك :)

تفضلي كلها أمامك :)

هذا شرف لي ... أهلاً وسهلاً بك :)

Post a Comment

كلمات بسيطة قد تسعدني ... لا تبخل علي بها :)

 

Copyright (c) 2010 حلاوة الايمان عند مسير الانسان >>> روايتي :). Design by WpThemesExpert
Blogger Template by New Blogger Templates.