Wednesday, July 28, 2010

الحلقة 6 : اليوم الذي قلب الحسابات - الجزء الثاني

قررت رحمة أن تخرج و تكتشف الوضع ولكن المشكلة هي أنها لم تستأذن زوجها للخروج ... و كانت في قمة توترها ... فقررت أن أخرج ... مع إن قلبي كان يرتجف خوفا ... ولكن ... هي تستحق أن أرد لها الجميل ... وكان منظرها مزري حقا ... و أعصابها في قمة التلف ... أعرف بأنها تحب زوجها جدا ... فلم الإستغراب ؟
-       رحمة حبيبتي سأخرج و أرى الوضع .
-       كلا امنة ... أنتي لا تعرفين أي مكان هنا والوضع بعد أي إنفجار يكون خطير ..
-       خطير؟
-       ألم أقل لك أنتي لا تعرفين الأماكن ... فهناك أماكن خاصة هنا يقومون فيها بسرقة البنات و تهريبهن ... و في بعض الأماكن يتاجرون بهن !
-       أتظنين أننا ما زلنا في عصر الإستعباد ... رحمة حبيبتي إننا في القرن ال21 ! ... و ثانيا كلنا مسلمين ... فكيف بمسلم أن يمس مسلم اخر ! ... ما بالك لم أعهد هذا الكلام عن المسلمين من أحد وخصوصا أنت !
إبتسمت بمرارة وكأنها كانت تجاهد للإبتسام ... ألا يكفي وضعها فتأتي فلسفتي ! ... ولكن ، لما تتكلم عن المسلمين أنا لا أسمح لأحد بالكلام عن أي مسلم بل و أي إنسان ... كلامها يذكرني بالأفلام الأجنبية المخيفة التي لم أكن أشاهدها مع  العائلة !
-       امنة ... قد أتيت من محيط منعزل ... نعم منعزل ... فبت فتاة صنعتها الكتب ... قلت لي في السابق بأنك كنت تختارين الكتب بعناية شديدة إتباعا لما قرأت ذات يوم ( ليغذ الانسان نفسه كجسده...فلا يدخل اليها الطعام -الفكر- الفاسد ) أتنكرين ؟
-       كلا طبعا ... ولكن ما علاقة هذا بحديثنا أراك بدأت بموضوع أخر ... و ثانيا انا لست إنعزالية بلعكس فمجتمعي كان منفتح وكانت لدي صديقات كثر ... وما زلنا صديقات !!
كانت علامات العناد و الغضب بادية بوجهي فلم تتمالك رحمة نفسها فإبتسمت من كل قلبها ... كنت أود أن أغير مزاجها ولكن ليس على حساب مزاجي !!!
-       حبيبتي لا تأخذي كلامي بهذه الطريقة ... أعلم مقدار خوفك الحالي و حبك و حرصك علي ... و أيضا أنت لم تفهمي كلامي ... قلت أن المحيط منعزل و ليس أنتِ ... فكما قلت بنفسك ... دراستك كانت في مدرسة عربية و بوسط ناس مسلمين ...إخترت صديقاتك على أساس الدين والأخلاق ... فصديقتك ريتا كانت مسيحية ..
-       ما زلتي متذكرة إسمها ؟
-       نعم طبعا ... دعيني أكمل :) ... كانت مسيحية ولكنها ذات أخلاق عالية ... والباقيات أيضا يتنافسن في أخلاقهن و إلتزامهم ... و أيضا لست أعيب بأنك قد صنعتك الكتب ... فأنا أيضا كذلك ... وأتى زوجي و ساعدني في هذا الطريق ... ولكن نبهني إلى الكثير مما يحدث في هذه الدنيا ... فبدأت اخذ حذري منها ولا أبدي لأيٍ كان طباعي ... و الحديث عن بعض الأعمال المستحبة كصلاة الليل مثلا و أنصح فقط على الأمور الواجبة ... عائلتي كما تعلمين علماء و دينين و متجاورين ... مع إن زوجي شيخ ولكن عائلته ليسوا بذاك التدين ... و الجيران والكثير من سكان هذه المنطقة جعلوني شيئا فشيئا أكتشف بأن نفوس العالم ليست بهذا النقاء ... بل بعضها يحتاج إلى مئة مرة من الغسل بالكلور ... و صح نحن في منطقة مسلمة ... ولكن هنا ينظرون للحياة في الخارج بعين الحسد ...
-       على ماذا ؟
-       يحسدون التطور الذي يوجد في الخارج والحياة الهنيئة..
-       أغبياء !! ... ألا يعلمون مدى تفشي الأمراض التي لا علاج لها كالإيدز حفظنا الله عز وجل منه بسبب عدم إلتزامهم بالقوانين الإلهية ؟ و المشاكل الإجتماعية التي لا يمكن لعاقل ألا يصدم لها ؟! ... ولا يمكن أن يتخيلوا مدى اللجوء للأطباء النفسيين !!  ولا يعلمون أن الكثيرين منهم خصوصا في أكثر البلدان رفاهية و إلحادا كالسويد يقومون بالإنتحار !؟ ما فائدة الرفاهية إن لم تقترن بالراحة النفسية ؟ ... كالطعام الشهي للمريض المصاب بالزائدة الدودية !! ... وطبعا لم يعرفوا وظيفة للزائدة فجعلوها زائدة !
-       صح ... هم قليلوا إيمان و عدم خبرة بالحياة ... فليست الخبرة هي طول التعمير في الحياة ! ... تريهم قد إستمدوا ثقافتهم من التلفاز ... من المنافقين والعملاء و ما أكثرهم هنا وفي كل مكان ... و لو أحبوا أن يقرؤوا يقرؤوا الروايات الرومانسية أو القصص المضحكة !!! ... و لا يتفقهوا في أمور دينهم ... فهكذا ناس يصلون تقليدا  ... و يصومون عادة ... و يغتابون و ينمون و يغشون و و و ... إن عرض على بعضهم أن يبيع فتاة ب 500 دولار ألن يبيعها ؟ ... وهو محتاج للأموال أو طامع بها ... فأين هؤلاء من مخافة الله عز وجل ... و ما فرقهم عن من سكنوا في الجاهلية ؟
-       كلامك فيه وجهة نظر ... ولكن صدقا صعب علي أن أتقبله
-       قلتي بأن ما يحدث في الغرب صعب على أي إنسان عاقل ألا يصدم له ... ولكن ما يحدث هنا يثير الصدمة أكثر لأن من يفعل هذه الشنائع قد يصلي و يصوم و يخمس !!!
-       أعاذنا الله عز وجل من هكذا ناس ...
دق الباب فذهبت رحمة مسرعة و ذهبت لأخذ أغراضي و لبست عبائتي إستعدادا للذهاب مع عمي ... بعد نصف ساعة ... نصف ساعة إلا دقيقتين ... عادت رحمة إلى الغرفة ...على وجهها علامات دموع قد جفت ...
-       ماذا حدث ؟ ماذا فعل عمي بك ؟ كلا لا يجوز هذا و من هو حتى يفعل أي شيء بك !!!
و قمت متجهة إليه و لكنها أوقفتي و المسكينة علامات الصدمة و الذعر بادية على وجهها الملائكي ..
-       ما بالك إهدئي !! ... إن بعض الظن إثم !! ... إن صالح هو الطارق ... هذا أولا ... ثانيا : هناك منع دخول أي أحد لهذه المنطقة لمدة إسبوع فأبشري ...
-       لما المنع ؟
-       لقد كان الإنفجار في منطقة الحدود بيننا و بين الديوانية ... و تعرفين هذه فترة إنتخابات ... فالتفجيرات في زيادة ... فللحفاظ على الأمن و منع أي عمل تخريبي من الحدوث ولمنع عمك من أخذك فعلوا هذا التنظيم
وابتسمنا و تعانقنا من كل قلبنا :)
لقد فرجت والحمد لله ما خاب ظني بالله عز وجل ...إحتضنت الإستاذ محمد و أخته اللذان كانا مسمران و ينظران لنا بإستغراب ... لا ألومهم فلهجتنا صعبة الفهم جدا مقارنة بلغتهم :P
-       يوووه نسيت المكالمة والساعة قد عدت الثالثة عصرا !
-       أي مكالمة ؟
-       سأشرح لكِ فيما بعد إدعِ أن يكون الموضوع خيرا
كعادتها إبتسمت و رفعت يدها للدعاء :)
عدت إلى غرفتي و إتصلت ... لما لم يتصل عمي ؟؟ ... لا يهم لأركز على المكالمة ...
-       السلام عليكم حبيبتي امنة شغلت كثيرا عليكِ ، كيف هي صحتك و أحوالك ؟ ، أين أنتي الان ؟ هل تريدين أن أتصل بك أم لديكِ رصيد ؟
-       وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ... الحمد لله أنا بخير و أحوالي جيدة و أعتذر حقا فقد نسيت جوالي عند عمتي والان أقطن عند بيت ناس ثقة و أصدقاء و أراد عمي أن يأخذني و لكن حصل منع تجول ... أنتِ ما حالك وما هو هذا الموضوع الهام ؟ ... شغلتِ بالي حقا
-       الحمد لله المهم هو راحتك عزيزتي ... ولا تقلقي إن الموضوع بسيط جدا ولكنه مهم جدا مع إن الوقت غير مناسب و لكن لا بد لي من أن أقول لك فلا يوجد وقت أخر !!
-       صدقا أقلتني ... ماذا هناك ؟ و بسرعة رجااااااااااااااااءا
-       هل عندك رصيد قليل ؟
-       ليس الموضوع موضوع رصيد ... ولكن لست متحملة لمفاجئات كثيرة و خصوصا اليوم
-       لماذا ؟ ماذا حدث اليوم ؟
-       راااااائدة أرجوووكِ أدخلي بالموضوع
-        - مع إبتسامة خافتة و صوت أشبه بالهمس – امممم حسنا ، لقد أتاكِ عريس !
-       ماذااا ؟
-       هههههه ما بالك لا تصدمي سأخبرك عن جميع مواصفاته بالتفصيل الممل و تعرفينني أعشق التفاصيل
-       حسنا ... بسرعة !
-       هههههه حاضر ... أولا
(( تررن تررن تررن رن رن رافقتكم السلامة ))
لم يجد جوالي أن ينتهي شحنه إلا بهذه اللحظة ؟ ... و عندما تكون الكهرباء غير موجودة ؟
وضعت يدي على خدي و بدأت بالسرحان بالعريس المنتظر ... يا ترى من هو ؟ ووو ؟
يبدو أن كل أمنياتي تتحقق مرة واحدة ... سجدت شكرا لله عز وجل و نمت بعد تعب هذه الصدمات لليوم و بإنتظار الكهرباء ...


6 comments:

ام التجارب said...

متااااابعه ومتحمسه اشوف البقيه الاحداث
زين ان زوج رحمه ما مات بالانفجار :)

وبترقب نشوف العريس ومواصفاته

اتوقع العريس يصير اخو رائده

زينب علي حبيب said...

:)

صح توقعج ... إن شاء الله بكمل الحلقة الجاية اليوم إذا الله سبحانه وتعالى سهل :)

dima said...

6'arury ye5ls elsh7en bhek aw2at :P 2eslubek ra2e3 <3

زينب علي حبيب said...

معقول قريتيها كلاا

صديقة ممتازة :*

ههههههههههههه شايفة بالله تححفة

تسلمييلي :*

وداد said...

حلوة الحلقة دي يا قطورة

بس تعرفي اتوقع ان عم امنة انفجر اثناء الانفجارات

هههههههههه

شريرة اناا

ههههههههه

مبروك على العريس يا آمنه

هروح اشوف الجزء التالي

زينب علي حبيب said...

هههههههههههههههههههه اووي

طلعتي شرانية اكتتر مني

ايوووة شوفي :)

Post a Comment

كلمات بسيطة قد تسعدني ... لا تبخل علي بها :)

 

Copyright (c) 2010 حلاوة الايمان عند مسير الانسان >>> روايتي :). Design by WpThemesExpert
Blogger Template by New Blogger Templates.