Wednesday, June 23, 2010

الحلقة 4 ... لقد هربت ! أو شيء كهذا



أشعر بأنني في عالم اخر ... حياة أخرى ...


أشعر بأنني ما زلت على أحد مقاعد المدرسة الابتدائية ... بشعري الولادي وضحكتي الشقية ... و كالعادة ... ما زلت محبوبة المدرسة ... ولكن الفرق أن المدرسة هذه المرة لا تكبرني ب18 سنة ... بل ب5 !!!

في سنين عمرك تحتمل أن تكون أحيانا أفهم من مدرستك ... تكون أذكى منها وألطف ... ولكن وفي الابتدائية ... لم تكن ناضجة هذه المشاعر بعد ... فالمدرسة هي القدوة ... و السعي الى رضاها غاية كل طالب وطالبة !!



بعد مضي يوم وأنا عند رحمة ... حضرتا سماء و لمياء ... كانت لمياء تبدو ضخمة وبطنها منتفخة ... وعندما رأينا بعض كان المفترض أن تعزياني و لكن لم أستطع كتمان ضحكة عالية وأنا أشير الى بطنها ... فشاركني الجميع الضحك ... إن كان هناك سبب للحزن فهو علمنا بأن هذه الدنيا فانية و الموت قريب منا ونحن لم نحضر ما نحتاجه اليه حقا ... و إن كنت مشتاقة لعائلتي كثيرا فهذا لا يعني أنه يجب على الجميع أن يلطم ويندب معي !!! ... فقد قيل إن الحزن بالقلب ... نعم هو بالقلب وسيبقى فيه إن شاء الله ... و سأكون كطبيعتي المفترضة أضحك وأمرح مع الجميع ... محتفظة بمشاكلي في قلبي ...في داخلي ... نعم فحبي لهم ليس بالضرب وعلو الصوت عند النياح ... بل في لجم هوى نفسي و بتقوية روحي ... وفعل ما يأمر به الشرع ... ثم العقل !

لم يذكر أي أحد سيرة الموتى ... تخيلوا عزاء من غير دموع ولا جلب سيرة للموتى ههههههه ... إعذروني فالتخيل صعب نوعا ما ... ماذا عن تطبيقه و رؤية لمياء وأسماء مرتبكتان كلما سكتنا و لا يعرفان كيف التصرف ... امممم اذا ماذا فعلنا ؟

حسنا ... تكلمنا عن الأطفال و عن الحمل الأول و مصاعبه و ما إلى ذلك ... طبعا أحاديث مملة لا تخصني ... ولكنني بدأت أتندر و أقلب الموضوع لشيء مضحك ... وفعلا نجحت في ربع الوقت !!! ... نعم ... فأنتم لا تعرفون لمياء بعد :)!

كان نظامي المدرسي كما يأتي ... أصحو ال6 صباحا ... على تغريد الانسة فاطمة اليومي ... طبعا أعود الى النوم ... فيدق باب غرفتي الساعة السابعة والنصف ... أول الأمر تكون الدقات ببطء واحترام سرعان ما تكاد تكسر الباب ... و مع كل دقة طبعا جملة " مه ننه " ... التي تطورت اخر يومان وأصبحت " مه مانه " تطور رائع أليس كذلك ؟:P

المهم ... طبعا هو يصحيني لأن أمه نائمة ... وما ذنبي :( ... ولكنني أتسلى معه حقا ... نأكل سويا ...من ثم نحضر الفطور للبقية ... و بحوالي الساعة 9 يبدأ درس تحفيظ القران الكريم له ... وأنا أحضره طبعا ... حقا لرحمة قوة صبر كبييييييييرة ما شاء الله ... المهم ... و بعدها تتعدد النشاطات والفعاليات مع الطفلين بحيث أجدهما عكس ما رأيت في بقية الأطفال ... فهما يفرغان كل طاقتهما تقريبا بحوالي ال9 مساءا فينامان بسرعة ... يااا رب احفظهما

و بعد أسبوعين وفي الساعة 12 ظهرا ... دقت باب البيت بوحشية ... خفت كثيرا وبدأ الطفلان بالصراخ فاحتضنتهما ... و اتصلت رحمة بزوجها ... فأتى مسرعا و أناب عنه شخصا لاداء الصلاة جماعة ... و في هذه الربع ساعة دعيت على من يدق الباب بأدعية كثيرة ... فقد كانا يرتجفان بشدة ... سمعنا أصواتا في الخارج ... و بالنهاية اتصل الشيخ صالح بزوجته طالبا منها التحضر لاستقبال ضيوف ... ذهبت مع الأطفال للغرفة محاولة تهدئتهما ورحمة ذهبت للمطبخ لإعداد الطعام ... يا ترى من هؤلاء عديمي الذوق الذين رغم كل هذه الدناءة وعدم الإحترام إستقبلهما الشيخ هكذا ؟؟؟

بعد 5 دقائق بعدما هدئت  اصوات تغريد الطفلين ... إستطعت أن أميز الأصوات ... توردت وجنتاي بشكل لافت ... معقول أن هذه الأفعال تصدر منه ؟؟؟ ... لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!!

أخبرتني رحمة بعد ذلك بأن عمي يود مقابلتي !! ... وسيأتي للغرفة ...

وقالت لي " إن أحسست بأي إزعاج يمكنك أن تنادي علي "
فهمت إشارتها ... وقلت " أشكرك حقا ... "

دخل عمي الأوسط ... و في عينيه إشارات كثيرة ... تفتقر فقط للحنية والطيبة ... ودار بيننا هذا الحديث ... لا أستطيع تلخيصه ... عذرا !

" كنا نظن أنك هربتي !"
"ولم أهرب ؟؟ ، و عمة داليا تعرف بمكاني "
" نعم ولكنك لم تأخذي معك جوالك ... و ... لقد عذرناك ولكن معقولة لم تتذكريه كل هذه الفترة ولم تشتاقي لنا؟؟ ... وتعبنا كثيرا ونحن نسأل عن منزل هذا المدعو صالح هه ... تقريبا إتصلنا بكل الموجودين على هاتفك "
ما شاء الله لقد بدأنا !!! " لا والله الشاهد علي يا عمي ، الان انتبهت للأمر ، إعذرني حقا ! "
" لقد تفهمت هذا ولكن بما أنني أراك هكذا فراحتك ظاهرة فهيا بنا الى بيتك حبيبتي ... لقد إتفقناووافق الجميع على هذا وماذا سيقولون الناس عندما يرون إبنة أخونا الأصغر عند ناس غرباء و نحن أولى بهم"
اممم إتفق مع الجميع ... ما عداي طبعا ... إلا ان لم أعتبر من هؤلاء الجميع !!!و الموضوع عادات وتقاليد و ورث ومال ليس حب ... هه من يتجرأ وياتي بسيرة الحب معهم ! " معك حق يا عمي ، ولكن هلا أمهلتني يوما واحدا  كي أحضر نفسي ، لو سمحت ! "
أطرق يفكر بعمق ! ... أو قلد أحدا راه هكذا " امممممم مع إن الأمر سيجعلني أتعب و أسمع كلام غير محبذ إلا أنه لخاطر عيناك الجميلتان سأقبل هذا "
" أشكرك جدا عماه جزاك الله خيرا كثيرا على التعب والصبر إن شاء الله :) "
" إذن موعدنا غدا ... سأذهب الان "
"إن شاء الله ... مع ألف سلامة وبحفظ الباري عز وجل "


سأبقى اليوم كله مبتهلة وداعية لله عز وجل من أجل أن يفرج 
عني ...
 يااااا رب إرحمني ... فليس بيت عمي بيتا للسكن فيه ... فهم غير متقون ...

 وأتذكر أني سمعت من أبي الله يرحمه إنهم كانوا يشربون الخمر في الأفراح بدل شكر الله عز وجل ...

 لا أعلم إن كانوا ما يزالون هكذا ... ياا رب أسألك الرحمة ... وأنا متيقنة إنك سترحمني برحمتك الواسعة ... إن شاء الله !

6 comments:

أندلس said...

السلام عليكم،

قصتك حزينه، أدعو الله لكِ بكل خير

توكلي على الله وادعيه ان يبعد عن كل مكان لا يُذكر فيه اسمه.


في حفظ الله ورعايته :)

زينب علي حبيب said...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هي ليست قصة عما مررت به .. بل من الخيال فقط :)

إن شاء الله أخي ... أشكرك جزيل الشكر على المرور الكريم :)

ام التجارب said...

ياالله ذحين وش بتسوي امنه

يالا كملي بسرعه ولا قوليلي كل القصه وريحيني

لاني مااحب الانتظار

خلصت اربع الاجزاء بيوم واحد كنت احسب الجزء الرابع الاخير

لو دريت لسا بتكملين ما قريتها :)

يالا انتظركـ ولتكملتكـ

وخليكـ كريمه بالحلقه الخامسه كثري احداث << تتشرط ^^"

زينب علي حبيب said...

ههههههههههههه

تعرفين من فترة مو مكملتها قلت خل أكمل شغلة و أتفرغلها ... يعني يومين أو 3 بالكثير و أقعد عليها إن شاء الله :)

وتدللين و شكرا على التشجيع :)

وداد said...

ايه التشويق ده

ان شاء الله ربنا يفرج همها

اروح جري اشوف إيه إللي حصل

زينب علي حبيب said...

:)

يااااااااا رب

تسلمي بجد على كلماتك اللطيفة :)

Post a Comment

كلمات بسيطة قد تسعدني ... لا تبخل علي بها :)

 

Copyright (c) 2010 حلاوة الايمان عند مسير الانسان >>> روايتي :). Design by WpThemesExpert
Blogger Template by New Blogger Templates.